الأربعاء، 25 مارس 2009

قال الثعالبي فصل في الكناية عما يُستقبح ذكره بما يستحسن لفظه

قال الثعالبي فصل في الكناية عما يُستقبح ذكره بما يستحسن لفظه





قال الثعالبي
:
"
فصل في الكناية عما يُستقبح ذكره بما يستحسن لفظه

هي من سنن العرب.

وفي القرآن: "وقالوا لِجُلودِهِمْ" أي فُرُوجَهم.

وقال تعالى: "أو جاءَ أحَدٌ مِنْكُم مِنَ الغائطِ" فكنى عن الحدث.

وقال تعالى: "فأتوا حَرْثَكُم أنَّى شِئتُمْ" وقال عزّ وجلّ: "فَلَمَّا تَغَشَّاها" فكنى عن الجِماع،

والله كريم يكني.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لِقائد الإبل التي عليها نِساؤه:

(رِفْقاً بالقَوارير) فكنى عن الحُرَم.

وقال عليه الصلاة والسَّلام: (اتقوا المَلاعِنَ)

أي لا تُحْدِثوا في الشَّوارع فَتُلْعَنوا.

ومن كنايات البُلَغاء:

بِهِ حاجَةٌ لا يَقْضيها غَيرُه، كناية عن الحدث.

وذكر ابن العميد مُحْتَشِما حلَفَ بالطَّلاق

فقال: آلى يميناً ذكرَ فيها حرائره.

وذكر ابن مُكرَّم سائلاً

فقال: هو من قرَّاء سورة يوسف،

يعني أنَّ السُّؤال يستكثرون من قراءة هذه السورة في الأسواق والمجامع والجوامع،

وكنى ابن عائشة عمَّن به الأبْنَة

بقوله: هو غراب، يعني أنَّه يواري سَوءَةَ أخيه.

وكنّى غيره عن اللقيط: بتربية القاضي.

وعن الرَّقيب: بثاني الحبيب.

وكان قابوس بن وشْمِكير إذا وصف رجلاً بالبلَه قال: هو من أهل الجنَّة، يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أ:ثر أهل الجنَّة البُله).
ومن كناياتهم عن موت الرُّؤساء والأجِلَة والملوك: انتَقَلَ إلى جِوارِ رَبِّه، استأثَرَ اللهُ بِه."

ليست هناك تعليقات: